
وزير ليبي سابق: الحبيب بورقيبة عزل ابنه من البنك المركزي بسبب حذاء ثمنه 20 دينارا
كتب عبد الرحمان شلقم وزير خارجية ليبيا في عهد القذافي ومندوبها الأسبق لدى الأمم المتحدة مقالا بصحيفة الشرق الأوسط السعودي اليوم الجمعة 2 أوت 2019 لاستشراف المشهد السياسي في تونس على إثر وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي – رحمه الله-، فأوضح بأن تونس مدين لسياسات بورقيبة الاجتماعية أمام ندرة الموارد والثروات قياسا بدول أخرى التي راهنت على التعليم والصحة على الرغم من تغييب الديمقراطية بقرار من الزعيم بحجة أن وقتها لم يحن أنذاك، لافتا إلى أن الرئيس الراحل أحد خريجي المدرسة البورقيبية التي رغم كل عيوبها، والهزات الاجتماعية التي اعترضت البلاد إلا أن لا أحد بإمكانه التشكيك في نظافة يد الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، إلى درجة أنه وبّخ ذات يوم ابنه وعزله من خطة محافظ البنك المركزي وقال له أنت لا تصلح لأن تكون مستأمنا على البلاد، بعد أن طلب منه أن يشتري له حذاء تفطن لاحقا أن ثمنه الحقيقي عشرون دينارا، وليس خمسة دنانير كما أعلمه ابنه.
شلقم حاول المقارنة بين فترة بن علي وبورقيبة، فتوصل إلى أن النقطة الفارقة هي غياب جرعة الثقافة التي تشرّبها أغلب خريجي مدرسة المجاهد الأكبر الذين عملوا معه لسنوات بعقلية التأسيس التي لونتها قوة التعليم وخطوط السياسة الواقعية والوسطية والتوافق، ينضاف إليها تفشي الفساد وحكم العائلة إبان عهد بن علي.
وتساءل شلقم هل يحكم تونس مجددا رجل آخر متشبع بالفكر البورقيبي، والذي اعتمده الباجي قائد السبسي وجنب تونس عديد السيناريوهات الكارثية، أم تدخل البلاد مرحلة أخرى باستراتيجيات وسياسات مختلفة، في ظل أخبار تشير إلى أن المترشحين للسباق الرئاسي كثر والنظام السياسي أقرب منه للبرلماني من الرئاسي.