وتهدف هذه اللقاءات أساسا للحوار حول أهم قضايا الساعة التي حللها مفكرون في كتبهم المنشورة حديثا، وستتمحور أساسا حول أربعة كتب نشرتها مؤسسة روزا لوكسمبورغ مكتب التعاون الأكاديمي ودار محمد علي.
وسيكون اللقاء الحواري الأول حول كتاب الحريات الفردية والمساواة بتونس بين التنوير والتكفير، بداية من اليوم 14 ديسمبر 2021، بداية من الساعة السادسة مساء، وسيدير الحوار الإعلامي مراد الزغيدي.

وسينتظم اللقاء الثاني حول كتاب في ثنايا النسويات وذلك يوم الأربعاء 15 ديسمبر بداية من الساعة السادسة مساء.
وستدير الحوار الصحفية يسرى بلالي وسيشارك في النقاش مجموعة من المساهمين/ت في هذا المؤلف الجماعي.

وثالث اللقاءات سيكون حول كتاب حركية المجتمع التونسي في عشرية الثورة بين «إرادة الحياة» و «استجابة القدر»، وذلك يوم الخميس 16 ديسمبر انطلاقا من الساعة السادسة مساء.
وستدير الحوار الصحفية خلود المبروك وسيشارك في النقاش مجموعة من المساهمين/ت في هذا المؤلف الجماعي.

وستتختم سلسلة اللقاءات الحوارية يوم 17 ديسمبر، حيث سيكون اللقاء الرابع يوم الجمعة 17 ديسمبر مع المولدي ڤسومي حول كتابي مجتمع الثورة وما بعد الثورة وفي مواجهة التّاريخ، وسيدير الحوار الصحفي محمد اليوسفي.

*بعد تاريخي لسلسلة اللقاءات الحوارية

حين تلتقي روزا بمحمد علي" ليست مجردّ ذكرى لشخصيتين شكلتا جزءا من تاريخنا الحديث، بل هي أيضا إشادة بإرثهما ومواصلة المقاومة، وتاريخيا كان كل من روزا لوكسمبورغ ومحمد على الحامي متواجدين في ألمانيا في نفس الفترة تقريبا وذلك في العقد الأول من القرن العشرين. يتجولان في شوارع ألمانيا بحثا عن غايتها في المساواة وسعيهما لتحقيق أهداف آمنا بها. وبعد قرن من الزمن، نعيد إحياء هاتين الشخصيتين التاريخيتين لإلهامنا ولنستمد منهما المعرفة؛ لنلتقي ولنناقش ونفهم تلك القيم التي آمنا بها.
ولدت روزا لكسمبورغ (1871 - 1919) في بولندا ثم هاجرت إلى ألمانيا. كانت روزا ممثلة بارزة للحركة الاشتراكية الأوروبية وكانت ناقدة شغوفةً للرأسمالية، واكتسبت من نقدها القوة للعمل الراديكالي. يرتبط مصير روزا لوكسمبورغ ارتباطًا لا ينفصم بتطور الحركة العمالية الألمانية، والمعارك بين توجهاتها المختلفة، وفي النهاية بانشقاقها. كانت عضوًا في الحزب الاجتماعي الديمقراطي بألمانيا، ومؤسسًا مشاركًا لرابطة سبارتاكوس ثم للحزب الشيوعي الألماني.
ولد محمد علي الحامي (1890 - 1928) في الحامة في الجنوب التونسي ويعتبر والد النقابة التونسية. التحق محمد علي بإحدى الجامعات الشعبية الحرة في برلين حيث تابع دروسا في الاقتصاد السياسي ونال شهادة الدكتوراه في الاقتصاد السياسي في 1924.كان محمد علي الحامي أول من ربط حركة المطالب الوطنية التونسية بالقواعد الشعبية بعد أن كانت تتوجّه لنخبة صغيرة مثقفة ذات طبيعة برجوازية، وهذا ما تسبب بقطيعة بينه وبين الحزب الحر الدستوري، قائد الحركة الوطنية في ذلك الوقت، دفعته إلى التفكير في صيغة تنظيمية جديدة للنضال الجماهيري ضد الاستعمار، فوجد ضالته في العمل النقابي.