
موجة استياء وسخرية من أهالي ڨفصة على أولى حلقات مسلسل واد الباي
وقد اعتبر الكثير منهم أنها لهجة دخيلة وفيها الكثير من التصنع والتكلف وعدم الإتقان مع التركيز على بعض الأخطاء، خاصة عندما طلب الممثل لطفي بندقة من صديقه أن يشتري له قهوة وقارورة مياه والحال أن هاته الخدمات غير متوفرة سنة 1925 !!.
من جهة أخرى كتب شفيق روابح رئيس جمعية شمل للذاكرة والمحافظة على التراث المنجمي المقال التالي :
عَدِيد الأعمال الدرامية يَتداخل فِيها الجانب التاريخي والجانب التَّخيُّلي وَهذا ما سَيكُون فِي مسلسل وادي الباي فِي دَمج الواقع التَّاريخي والتَّخيُّلي الدرامي.
لَكن هَذا لا يَعني أَن يَكون هُناك نَوع مِن القَفز عَلى بَعض التَّفاصِيل التاريخية التي قد تُعتَبر فِي ظَاهِرها هَامِشِيَّة لَكنها تَتناقَض مَع الوَاقع الإِجتِماعِي وَخُصوصِيَّة مِنطقة المناجم، وَكَان مِنَ الأَفضل وَالأَجدر أَن يُراعِي مُؤلف هَذا العَمل هَذِه الخُصوصِيَّة التي لَا يُمكن إِغفَالُها أَو عَدم الإِنتِباه إِليهَا مَثَلًا :
- عَمل المَرأة دَاخِل الأَنفاق ( الدَّوَامِيس ) فِي تِلك الحقَبة التَّاريخِيَّة التي وَقَعت فِيها أَحدَاث هَذا المُسلسل من سنة 1925 إلى 1945 وَالتي كَانَ العَمل فِيها أَنَذاك مُقتَصرًا عَلى العُمَّال ذَوِي خَصَائِص فِيزيُولُوجِيَّة (الجِسمَانِيَّة) تُمَكِّنهُم مِن تَحمُّل أَعبَاء وَمَشَاق العَمل المُضنِي تَحتَ الأَرض لِمئَات الأَمتَار. وَكَان مِنَ المُمكِن أَن يَجِد مُؤلف هَذَا العَمَل طَريقَة أُخرى لِتَثمِين دَور المَرأَة المَنجِميَّة دُونَ الِإلتِجَاء إِلى الصُّورة الغَير وَاقِعيَّة لِعَمَل المَرأة دَاخِل الدَّوَامِيس وَالوُقُوع فِي هَذا الخَطأ عَلى حِسَاب المُعطَى التَّاريخِي الإِجتمَاعِي المُتَحفِّظ بِالوَسِط المَنجِمي أَنذَاك، وَإِعطَاء الدَّور الصَّحِيح لِوَاقِع المَرأَة المَنجِمِية فِي تِلك الفَترة التي كَابَدَت وَعَانَت وَتَحَمَّلَت دَوْرهَا كَاملًا إِجتِمَاعِيًّا وَأُسَرِيًّا .
عِلمًا أَنَّه لَم يَسبِق فِي تَارِيخ المَنَاجِم البَاطِنيَّة بِشركة فُسفاط قفصة (الدَّوَامِيس) مُنذُ إِنشَاءها سنة 1899 إِلَى حدُود غَلق ٱخر مَنجم بَاطِني ( داموس ) سنة 2006 أَن عَمِلَت بِهَا إمرَأة .
عمل صحفي عادل رداوي.