إعلانات

تونس والجزائر توقعان اتفاقية دفاع تاريخية لمواجهة تحديات المنطقة

تونس والجزائر توقعان اتفاقية دفاع تاريخية لمواجهة تحديات المنطقة

IFMالثلاثاء 7 أكتوبر 2025 - 20:26
في خطوة نوعية لتعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين الشقيقين، اختتمت زيارة وزير الدفاع الوطني التونسي خالد السهيلي إلى الجزائر يوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، بتوقيع اتفاقية تعاون دفاعي شاملة بين البلدين، حيث مثلت هذه الزيارة محطة فارقة في تاريخ العلاقات الثنائية.

استقبال رفيع المستوى واجتماعات مكثفة

في إطار زيارة العمل التي يؤديها وزير الدفاع الوطني التونسي خالد السهيلي إلى الجزائر خلال الفترة من 6 إلى 8 أكتوبر 2025، استقبله الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مساء يوم الثلاثاء في قصر المرادية بالعاصمة الجزائرية .

كما التقى السهيلي قبل ذلك الفريق أول السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري، بحضور عدد من الإطارات العسكرية العليا من الجانبين . وشملت المراسم الاستماع للنشيدين الوطنيين وتقديم التحية العسكرية من قبل تشكيلات من مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي .

ضمن البرنامج، زار الوزير التونسي مقام الشهيد ووضع إكليلاً من الزهور عند النصب التذكاري، تقديراً لشهداء الجزائر .

اتفاقية دفاعية شاملة لمجالات متعددة

أسفرت الزيارة عن التوقيع على اتفاقية تعاون دفاعي بين البلدين في العديد من المجالات العسكرية، جاءت اكثر شمولية من الاتفاقية الممضاة سنة 2001، حيث تغطي مجالات عديدة منها :

· التكوين والتدريب العسكري المشترك
· تبادل المعلومات والخبرات بين الجيشين
· تعزيز التنسيق الثنائي والعمل المشترك
· التعاون الميداني في مجال تأمين الحدود
· تكثيف المشاركة في الملتقيات العسكرية

تشابه في الرؤى وتطابق في المواقف

أشاد وزير الدفاع التونسي خلال استقباله من قبل الرئيس الجزائري بالعلاقات التاريخية المتجذرة وعمق الروابط الأخوية المتينة التي تجمع قيادة البلدين، منوهاً بتطابق المواقف والرؤى تجاه أغلب القضايا الإقليمية والدولية .

ونقل السهيلي تحيات الرئيس قيس سعيد إلى الرئيس تبون، مع التمنيات للجزائر بمزيد من الرقي والأمن والازدهار، مؤكداً اعتزاز تونس بعلاقات حسن الجوار القائمة على الاحترام والثقة المتبادلة .

من جهته، أكد الفريق أول شنقريحة أن "العلاقات المتميزة بين الجزائر وتونس تكتسي طابعا استراتيجيا يتجلى في القواسم المشتركة، وفي مسارات الحوار المتواصل والتنسيق البناء بين قيادتي البلدين" .

مواجهة التحديات الأمنية المشتركة

في الجانب العملي، ناقش الطرفان سبل النهوض بآليات التنسيق الثنائي لمواجهة التحديات الأمنية والمخاطر التي تهدد استقرار المنطقة، خاصة الارهاب والاتجار بالبشر والهجرة غير النظامية والتهريب والجريمة المنظمة العابرة للحدود .

وشدد الجانب الجزائري على أن "التحديات الأمنية والاقتصادية والجيوسياسية، التي تواجه المنطقة تفرض على البلدين تعزيز العمل المشترك، وفق رؤية متكاملة ومتبصرة" .

تفعيل التعاون المؤسسي

أكد وزير الدفاع التونسي خلال المباحثات أهمية انتظام انعقاد اللجنة العسكرية المشتركة التونسية الجزائرية وتبادل الزيارات والخبرات، بالإضافة إلى تطوير مجالات التكوين والتدريب وتبادل المعلومات .

بدوره، دعا الفريق أول شنقريحة إلى تفعيل الاتفاقية الدفاعية وتطوير أشكال هذا التعاون، وتعزيز العمل المشترك وتكثيف التنسيق الثنائي، بما يساهم في تطوير القدرات العملياتية لجيشي البلدين .

رؤية استراتيجية للمستقبل

تمثل هذه الاتفاقية نقلة نوعية في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حيث تأتي لاستكمال اتفاقية 2001 وجعل التعاون أكثر شمولية ليستجيب لتطلعات الطرفين .

وبهذه المناسبة، أعرب الفريق أول شنقريحة عن قناعته بأن "أمن تونس والجزائر يحتاج لأعلى درجات التنسيق والتشاور"، مشيراً إلى أن التحديات التي تواجه المنطقة تفرض على البلدين تعزيز العمل المشترك أكثر من أي وقت مضى .


وتمثل هذه الاتفاقية الدفاعية التونسية الجزائرية إطاراً مؤسسياً جديداً يتيح للبلدين الشقيقين مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة، ويعكس إرادة سياسية راسخة لتطوير التعاون العسكري والأمني بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين، ويحقق الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.



مقالات مشابهة